فالنتاين الغرب...وفالنتاين العرب..!!
********************************
بمناسبة عيد الحبّ ،كلّ عام، وشبابنا بألف، ألف خير،ومحبّة.
العيد الذي يحتفل به شبابنا بعد أيّام، والذي يسمّى اصطلاحاً بـ (عيد الحبّ)،كان من المفروض أن يسمّى بـ (عيد الشباب)،أولا:لأنّ الفئة العمرية التي تحتفل به هي فئة الشباب من إناث وذكور في عمر الورود،ولأنّ هذه الشريحة الشبابية، تكون في ذروة انفاعالاتها العاطفية،
وفي ذروة ثورتها على كلّ مايحيط بها من عادات وتقاليد بالية،وهي بالتالي تركب موجة الحداثة والتطوّر التي تنقل خيالها الوثاب إلى عالم الحريّة والتحرّر من كلّ القيود الاجتماعية،وتشحن قلوبها بالحبّ، والنجوى، وعشق النّفس للجمال، والتّصابي، والاستعداد للتضحيةفي سبيل من نحبّه، وقد تقود الصَّبوة عند الشباب إلى رؤية الحبيب أجمل مافي الكون،وعندما يتملّك الحبّ إنساناً ما،يصبح مستعدّاً للموت في سبيله، بل يموت فعلاً إخلاصاً ووفاء لمن أحبّ،حتّى ولونكث حبيبه به وغدر، كما سوف نرى في قصّة(مجنون ليلى) بعد حين،وبرأينا نحن الكبار، أنّ حبّ الأوطان هو أسمى، وأنبل أنواع الحبّ الذي يجب أن يضحّي الإنسان بنفسه، في سبيله..!!
أيّها الأعزاء:تعالوا نطلّع على قصّة تسمية هذه المناسبة التي يحتفل بها شبابنا والتي أطلقوا عليها(عيد الحبّ)..!!وماهي وجهة نظرنا بها..؟؟
انطلاقاَ من العنوان الذي وضعناه لهذه المشاركة
(فالنتيان الغرب،وفالنتيان العرب..!!)والله الموفق.
أوّلاً: (فالنتاين) الغرب:تقول الأسطورة: منذ/1700/عام كان القدّيس(فلنتاين) رومانياً وثنياً،ترك الوثنية،واتّبع النصرانية،أمّا حقيقة قصّة حبّ(فالنتاين) فتروي بعض الأساطير ما يلي:
إنهم يروون في سبب ابتداعهم لهذا العيد " عيد الحب " الذي جعلوه محدداً بيوم الرابع عشر من فبراير من كل عام، يروون عدداً من الأساطير وقد ذكرت هذه عنهم عدداً من المراجع الأجنبية مثل : دائرة المعارف الكاثوليكية، أو دائرة المعارف( معارف كولمبيا) وأيضاً ذكره أحد المؤلفين في كتابه الأعياد الأمريكية : لجورج وقصة " فالنتاين " لمؤلفه : بارت وقصص الأعياد العالمية لهنفري، وقد ذكرت هذه المراجع وترجمة عنها، كلية الدعوة، وأصول الدين في جامعة أم القرى في الكتاب الذي أصدرته حول حقيقة عيد الحب .
وأذكر من أساطير حول هذا العيد
أ) يقول منذ 1700 سنة عندما كانت الوثنية هي السائدة عند الرومان قام أحد قدسيهم وهو المدعو " فالنتاين " بالتحول من الوثنية إلى النصرانية فما كانت من دولة الرومان إلا أن أعدمته ولما دار الزمان واعتنق الرومان النصرانية جعلوا يوم أعدم " فالنتاين " مناسبة للإحتفال وبذلك تخليداً لذكره وندماً على قتله .
ب)قالوا إن يوم 14 فبراير يوم مقدس لأحدى الآلهات المزعومة عندهم والتي يعتقد فيها الرومان وهي الآله المدعوه : يونو ، ويقولون أنها ملكة الآله الرومانية وختصوها عندهم بالنساء والزواج قالوا فناسب إن يكون يوم إحتفال يتعلق بالزواج والحب . (
ت) كان عند الرومان إحدى الآلهات المقدسات تدعى : ليسيوس : وهي يالى العجب : ذئبه وقد قدسوها ، لماذا يقدسون هذه الحيوانه " الذئبه " يقولون إن ليسيوس ارضعت مؤسسي مدينة روما في طفولتهما ، ولهذا جعلوا هذا التاريخ عيد يحتفلون به ، وحددوا مكان للإحتفال وهو معبد " الحب " وسموه بهذا الإسم لأن الذئبه ليسيوس رحمت هذين الطفلين وأحبّتهما .
ويقولون إنّ الإمبراطور الروماني " كلوديوس " وجد صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب ، فلما بحث في سبب عدم مطاوعة الناس له في التجنيد، تبين له عدم رغبتهم في ذلك، هو أنّ الرجال المتزوجين، كانوا يكرهون أن يتركوا أهليهم ويخرجوا معه فما كان منه حينئذ إلا أن منع الزواج وضيقه فجاء القس " فالنتاين " ليخالف أمر الإمبراطور فكان يزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الإمبراطور فقتله في الرابع عشر من فبراير م 269 هكذا قالوا في أساطيرهم ، وبعد إن مضت هذه السنين الكثيرة نأتي إلى زماننا اليوم حيث تراجعت الكنيسة عن ربط عيد الحب باسطورة الذئبة " ليسيوس " وجعلت العيد مرتبطأً بذكرى القديس " فالنتاين " ولتأثر النصارى بهذا العيد فإنهم قد نحتوا تماثيلاً يمثلون هذا القديس" فالنتاين" ونصبوا هذه التماثيل في أنحاء متفرقة من دول أوربا ، لكن الكنيسة أيضاً تراجعت مرة أخرى عن عيد " فالنتاين " وتركت الإحتفال به رسمياً عام 1969م .
ثانياَ فلنتاين العرب
قيس ابن الملَّوح):هو قيس ابن الملّوح الذي أحبّ ليلى العامريّة وخطبها تقول القصّة: وتقول قصة عشقه ليلى: كان المجنون يهوى ليلى بنت مهدي بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وتكنى أم مالكٍ، وهماحينئذ صبيان، فعلق كل واحد منهما صاحبه، وهما يرعيان مواشي أهلهما، فلم يزالا كذلك حتى كبرا فحجبت عنه، قال: ويدل على ذلك قوله:
تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابةٍ == ولم يبد للأتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا == إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
لما شهر أمر المجنون وليلى وتناشد الناس شعره فيها، خطبها وبذل لها خمسين ناقةً حمراء، وخطبها ورد بن محمد العقيلي وبذل لها عشراً من الإبل وراعيها، فقال أهلها: نحن مخيروها بينكما، فمن اختارت تزوجته، ودخلوا إليها فقالوا:والله لئن لم تختاري ورداً لنمثلن بك، فقال المجنون:
ألا يا ليل إن ملكت فينا == خيارك فانظري لمن الخيار
ولا تستبدلي مني دنياً == ولا برماً إذا حب القتار
يهرول في الصغير إذا رآه == وتعجزه ملماتٌ كبار
فمثل تأيم منه نكاحٌ == ومثل تمؤلٍ منه افتقار
فاختارت ورداً فتزوجته على كرهٍ منها.
وقال جماعةٍ من الرواة: لما منع أبو ليلى المجنون وعشيرته من تزويجه بها، كان لا يزال يغشى بيوتهم ويهجم عليهم، فشكوه إلى السلطان فأهدر دمه لهم، فأخبروه بذلك فلم يرعه وقال: الموت أروح لي فليتهم قتلوني، فلما علموا بذلك وعرفوا أنه لا يزال يطلب
غرةً منهم حتى إذا تفرقوا دخل دورهم، فارتحلوا عنها وأبعدوا، وجاء المجنون عشيةً فأشرف على دورهم فإذا هي منهم بلاقع، فقصد منزل ليلى الذي كان بيتها فيه، فألصق صدره به وجعل يمرغ خديه على ترابه ويبكي، ثم أنشأ يقول:
أيا حرجات الحي حيث تحملوا == بذي سلمٍ لا جادكن ربيع
وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى == بلين بلىً لم تبلن ربوع
ويقال أنّه حجّ مع أبيه لينسى حبّ ليلى: حجه مع أبيه إلى مكة لسلوان ليلى،ودعوته هو استزادة حبها ودوامه،وممّا قاله فيها، وهو في منىً:
فلم أرى ليلى بعد موقف ساعةٍ == بخيف منىً ترمي جمار المحصب
ويبدي الحصى منها إذا قذفت به == من البرد أطراف البنان المخضب
فأصبحت من ليلى الغداة كناظرٍ == مع الصبح في أعقاب نجمٍ مغرب
ألا إنما غادرت يا أم مالكٍ == صدىً إينما تذهب به الريح يذهب
- ثم قال له أبوه: تعلق بأستار الكعبة، واسأل الله أن يعافيك من حبّ ليلى، فتعلّق بأستار الكعبة. وقال: اللهم زدني لليلى حباً، وبها كلفاً ولا تنسني ثم أنشد:
عرضت على قلبي العزاء فقال لي == من الآن فاياس لا أعزك من صبر
إذا بان من تهوى وأصبح نائياً == فلا شيء أجدى من حلولك في القبر
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منىً == فهيج أطراب الفؤاد وما يدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما == أطار بليلى طائراً كان في صدري
دعا باسم ليلى ظلل الله سعيه == وليلى بأرضٍ عنه نازحةٍ قفر
حكاية أبيه عن جنونه بليلى:
وأخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: خرجت إلى أرض بني عامر لألقى
المجنون، فدللت عليه وعلى محلته، فلقيت أباه شيخاً كبيراً وحوله إخوةٌ للمجنون مع أبيهم رجالاً؛ فسألتهم عنه فبكوه، وقال الشيخ: أما والله لهو كان آثر عندي من هؤلاء جميعاً،وإنه عشق امرأةً من قومه والله ما كانت تطمع في مثله، فلما فشا أمره وأمرها كره أبوها أن يزوجه إياها بعد ما ظهر من أمرهما، فزوجها غيره، وكان أول ما كلف بها يجلس إليها فينفرٍ من قومها فيتحدثون كما يتحدث الفتيان، وكان أجملهم وأظرفهم وأرواهم لأشعارالعرب، فيفيضون في الحديث فيكون أحسنهم فيه إفاضةً، فتعرض عنه وتقبل على غيره،
وقد وقع له في قلبها مثل ما وقع لها في قلبه، فظنت به ما هو عليه من حبها، فأقبلت عليه يوماً وقد خلت فقالت:
كلانا مظهرٌ للناس بغضاً == وكل عند صاحبه مكين
وأسرار الملاحظ ليس تخفي == إذا نطقت بما تخفي العيون
وقد لقّب بالمجنون،ويقول أبو فرج الأصبهاني في مؤلّفه الأغاني عنه مايلي:أخبرني أبو سعد الحسن بن علي بن زكريا العدوي قال حدثنا حماد بن طالوت بن عباد:أنه سأل الأصمعي عنه، فقال: لم يكن مجنوناً، بل كانت به لوثةٌ أحدثها العشق فيه، كان يهوى امرأةً من قومه يقال لها ليلى، واسمه قيس بن معاذ.قيس بن الملوح.
وذكر هشام بن محمد الكلبي أنه قيس بن الملوح، وحدث أن أباه مات قبل اختلاطه، فعقرعلى قبره ناقته وقال في ذلك:
عقرت على قبر الملوح ناقتي = = بذي السرح لما أن جفاه الأقارب
وقلت لها كوني عقيراً فإنني == غداً راجلٌ أمشي وبالأمس راكب
فلا يبعدنك الله يابن مزاحمٍ == فكلٌّ بكأس الموت لاشك شارب
وقال عبد الصمد بن المعذل،: سمعت الأصمعي وقد تذاكرنا مجنون بني عامر يقول: لم يكن مجنوناً وإنما كانت به لوثةٌ، وهو القائل:
أخذت محاسن كل ما == ضنت محاسنه بحسنه
كاد الغزال يكونها == لولا الشوى ونشوز قرنه
ويقال أنّ سبب جنونه بيت شعر قاله في ليلى:
أخبرنا ابن المرزبان قال قال القحذمي: لما قال المجنون:
قضاها لغيري وابتلاني بحبها == فهلا بشيءٍ غير ليلى ابتلانيا
وقيل إنّما سمّي بالمجنون لقوله:
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن طاهر القرشي عن ابن عائشة قال: إنما سمي المجنون بقوله:
ما بال قلبك يا مجنون قد خلعا == في حب من لا ترى في نيله طمعا
الحب والود نيطا بالفؤاد لها == فأصبحا في فؤادي ثابتين معا
حدثنا وكيعٌ عن ابن يونس قال قال الأصمعي: لم يكن المجنون، إنما جننه العشق، وأنشد له:
يسمونني المجنون حين يرونني == نعم بي من ليلى الغداة جنون
ليالي يزهى بي شبابٌ وشرةٌ == وإذ بي من خفض المعيشة لين
يقول المدائني: أنه ذكر عنده مجنون بني عامر فقال: لم يكن مجنوناً، وإنما قيل له المجنون بقوله:
وإني لمجنونٌ بليلى موكلٌ ولست عزوفاً عن هواها ولا جلدا
إذا ذكرت ليلى بكيت صبابةً لتذكارها حتى يبل البكا الخدا
وقيل:حدثنا عون بن عبد الله العامري أنه قال: ما كان والله المجنون الذي تعزونه إلينا مجنوناً، إنما كانت به لوثةٌ وسهوٌ أحدثهما به حب ليلى، وأنشد له:
وبي من هوى ليلى الذي لو أبثه جماعة أعدائي بكت لي عيونها
أرى النفس عن ليلى أبت أن تطيعني فقد جن من وجدي بليلى جنونها
أخبرني ابن المرزبان قال قال العتبي: إنما سمي المجنون بقوله:
لقب بالمجنون كثيرٌ غيره،وكلّهم كان يشبب بليلى،ومن ذلك قول:مزاحم بن الحارث المجنون:
ألا أيها القلب الذي لج هائماً == بليلى وليداً لم تقطع تمائمه
أفق قد أفاق العاشقون وقد أنى == لك اليوم أن تلقى طبيباً تلائمه
أجدك لا تنسيك ليلى ملمةٌ == تلم ولا عهدٌ يطول تقادمه
ومن ذلك أيضاً قول: معاذ بن كليبٍ المجنون:
ألا طالما لاعبت ليلى وقادني == إلى اللهو قلبٌ للحسان تبوع
وطال امتراء الشوق عيني كلما == نزفت دموعاً تستجد دموع
فقد طال إمساكي على الكبد التي == بها من هوى ليلى الغداة صدوع
ويذكر الرّواة عن موت المجنون ،أنّه هام في البراري والشعاب يغنّي وينشد حبّ ليلاه،حتى وجدوه ميتاً في إحدى القفار،تقول الرّواية وهي مؤثرة للغاية:خبر شيخ من بني مرة لقيه ميتاً في واد:
إنّ عثمان بن عمارة المري أخبرهم أن شيخاً منهم من بني مرة حدثه أنه خرج إلى أرض بني عامر ليلقى المجنون، قال: فدللت على محلته فأتيتها، فإذا أبوه شيخ كبيرٌ وإخوةٌ له رجال، وإذا نعمٌ كثيرٌ وخيرٌ ظاهرٌ، فسألتهم عنه فاستعبروا جميعاً، وقال الشيخ: والله لهو
كان آثر في نفسي من هؤلاء وأحبهم إلي! وإنه هوي امرأةً من قومه، والله ما كانت تطمع في مثله، فلما أن فشا أمره وأمرها كره أبوها أن يزوجها منه بعد ظهور الخبر فزوجها من غيره، فذهب عقل ابني ولحقه خبلٌ وهام في الفيافي وجداً عليها، فحبسناه وقيدناه، فجعل
يعض لسانه وشفتيه حتى خفنا عليه أن يقطعها فخلينا سبيله، فهو يهيم في هذه الفيافي مع الوحوش يذهب إليه كل يوم بطعامه فيوضع له حيث يراه، فإذا تنموا عنه جاء فأكل منه.
قال: فسألتهم أن يدلوني عليه، فدلوني على فتىً من الحي صديقاً له
؛ فقال اطلبه في هذه الصحاري إذا رأيته فادن منه مستأنساً ولا تره أنك تهابه، فإنه يتهددك ويتوعدك أن يرميك بشيء، فلا يروعنك واجلس صارفاً بصرك عنه والحظه أحياناً، فإذا رأيته قد سكن من نفاره فأنشده شعراً غزلاً، وإن كنت تروي من شعر قيس بن ذريح شيئاً فأنشده إياه فإنه معجبٌ به؛ فخرجت فطلبته يومي إلى العصر فوجدته
جالساً على رمل قد خط فيه بأصبعه خطوطاً، فدنوت منه غير منقبضٍ، فنفر مني نفور عثمان بن عمارة، الوحش من الإنس، وإلى جانبه أحجارٌ فتناول حجراً فأعرضت عنه، فمكث ساعةً كأنه نافرٌ يريد القيام، فلما طال جلوسي سكن وأقبل يخط بأصبعه، فأقبلت عليه وقلت: أحسن
والله قيس بن ذريحٍ حيث يقول:
ألا يا غراب البين ويحك نبني == بعلمك في لبنى وأنت خبير
فإن أنت لم تخبر بشيءٍ لمته == فلا طرت إلا والجناح كسير
ودرت بأعداءٍ حبيبك فيهم == كما قد تراني بالحبيب أدور
فأقبل علي وهو يبكي فقال: أحسن والله، وأنا أحسن منه قولاً حيث أقول:
كأن القلب ليلة قيل يغدى == بليلى العامرية أو يراح
قطاةٌ عزها شركٌ فباتت == تجاذبه وقد علق الجناح
فأمسكت عنه هنيهةً، ثم أقبلت عليه فقلت: وأحسن الله قيس بن ذريح حيث يقول:
وإني لمفنٍ دمع عيني بالبكا == حذاراً لما قد كان أو هو كائن
وقالوا غداً أو بعد ذاك بليلةٍ == فراق حبيبٍ لم يبن وهو بائن
وما كنت أخشى أن تكون منيتي == بكفيك إلا أن من حان حائن
قال: فبكى - والله - حتى ظننت أن نفسه قد فاضت، وقد رأيت دموعه قد بلت الرمل الذي بين يديه، ثم قال: أحسن لعمر الله، وأنا والله أشعر منه حيث أقول:
وأدنيتني حتى إذا ما سبيتني == بقولٍ يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لا لي حيلةٌ == وخلفت ما خلفت بين الجوانح
- ويروى: وغادرت، ما غادرت... - ثم سنحت له ظبيةٌ فوثب يعدو خلفها حتى غاب عني وانصرفت، وعدت من غدٍ فطلبته فلم أجده، وجاءت امرأةٌ كانت تصنع له طعامه إلى الطعام فوجدته بحاله، فلما كان في اليوم الثالث غدوت وجاء أهله معي فطلبناه يومنا فلم نجده، وغدونا في اليوم الرابع نستقري أثره حتى وجدناه في وادٍ كثير الحجارة خشنٍ، وهو ميتٌ بين تلك الحجارة، فاحتمله أهله فغسلوه وكفنوه ودفنوه.رحم الله قيس بن ملّوح،كم كان وفيّاً ومخلصاً في حبّه..؟؟
- ويقال أنّ أبا ليلى ندم بعدئذ على عدم تزويجه بها..ولكن ماذا يفعل النّدم بعد فوات الأوان..!!
- وبعد عزيزي القارىء:هذا هو فلنتاين العرب،وهذه هي أسطورة من أساطير الحبّ العذري عندنا..أفلا تستحقّ مثلا أن نحتفل في كلّ عام برحيل مجنون ليلى، ونقدّم قي هذه المناسبة لمن نحبّ، وردة حمراء رمزاً للحبّ الصادق،ورمزاًً لوفاء مجنون ليلى، ليلاه..!!،ونسميّه عيد الحبّ،ألم يكن قيس بن الملّوح شهيداً حقيقياَ لقصة حبّ أغرب، وأعجب من أسطورة القدّيس (فلنتاين الرّومان)والتي أصبحت في كلّ عام مناسبة مقدّسة، يحتفل بها شبابنا بعيد الحبّ الغريب عن تاريخنا وتقاليدنا..!!سامح الله شبابنا..فقط لو يقرؤون قصص تاريخنا ، فكم يجدون أمثلة على عظمة من سبقنا، حتّى في قصص العشق والغرام..!!
- ونقول لشباب اليوم: هل حبّ أيام زمان ،الذي يوصف بالحبّ العذري، كان نقيّاً، وصادقاً، أم حبّ هذه الأيّام الذي يقوم معظمه على المنفعة والمصلحة الآنيّة..؟؟!!
- وبعد عزيزي القارىء:أيّهما يستحقّ منّا الاحتفال به ليكون رمزاً للعشق وشهيداً للحبّ الصادق،والمحبّة السّرمديّة:القدّيس الرّوماني(فلنتاين)أم (قيس بن الملّوح)مجنون ليلى العامرية...؟؟!!
ولكن.. من لديه إعلام أقوى..هو من يسيطر على السّاحة..!!حتّى ولو كان في ميدان العشق والغرام..!!
ملاحظة: مصادر الدّراسة ومراجعها:صفحات الإنترنيت بالنّسبة إلى أسطورة القدّيس(فلنتاين).وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني،بالنّسبة إلى قصة أسطورة مجنون ليلى(قيس بن الملّوح).
كلّ عيد حبّ، وشبابنا بألف ألف خير، ومحبّة.
الكاتب : حيدر حيدر
سلمية في /28/1/2011/